تكون الجنين هو عملية مدهشة ومعقدة تحدث داخل رحم الأم. يمر الجنين بعدة مراحل تطورية مهمة خلال فترة الحمل، وتتضمن هذه المراحل تكوين الأعضاء والأنظمة والنمو العام. سنشرح لكِ المراحل بالتفصيل:
- الأسبوع الأول:
تبدأ عملية تكون الجنين في الأسبوع الأول بعد الحمل. يحدث اللقاء بين البويضة المخصبة وجدار الرحم، ويتم تثبيت البويضة في الرحم والتي تعرف بأسم عملية التعشيش. في هذه المرحلة المبكرة، يحدث تقسيم سريع في الخلية المخصبة، حيث تتشكل كرة صغيرة من الخلايا, وخلال هذه العملية يزداد سُمك جدار الرحم وينغلق عنق الرحم. وقد يظهر بقع قليلة من الدم تلاحظها الأم مُعلنًا بذلك انغراس البويضة بنجاح في جدار الرحم.
- الأسبوع الثاني والثالث:
تتطور البويضة الملقحة داخل الغشاء الأمينوسي إلى طبقة خلايا تعرف بالكتلة الخلوية الداخلية. تنتج الكتلة الخلوية الداخلية الخلايا التي ستشكل الأنسجة المختلفة في جسم الجنين، وتتشكل طبقتين ستتطور إلى الجهاز العصبي والأنسجة الأخرى لاحقًا. يقوم الغشاء الأمينوسي بحماية الجنين خلال شهور الحمل. وتتكون كذلك المشيمة التي ستكون مهمتها تغذية الطفل ونقلها من الأم له.
- الأسبوع الرابع والخامس:
تبدأ الأعضاء الأساسية في التكون خلال هذه المرحلة. تتطور الأنسجة المبكرة للقلب والدماغ والعمود الفقري. ويتكون وجه الجنين ويظهر تجوف العين وتكون الفك السفلي وملامح الفم الأولية. وتظهر الأطراف العلوية والسفلية الأولية في شكل براعم وتبدأ في التكون. يتكون الجهاز الهضمي الأولي والقلب والأوعية الدموية الأولية أيضًا في هذه المرحلة ويبدأ القلب بالنبض.
- الأسبوع السادس والسابع:
تتطور الأطراف العلوية والسفلية بشكل أكبر، حيث تظهر أصابع اليدين والقدمين. يتطور الجهاز العصبي بشكلٍ مستمر وتتكون الدماغ والأنسجة العصبية والحبل الشوكي، وتنشأ العيون والأذن الداخلية ويتكون تجويف الأذن الخارجية. يتكون اللحاء الأولي والمشيمة والمبيض أو الخصية لكن من الصعب معرفة جنس الجنين باستخدام الموجات فوق صوتية. وفي نهاية الأسبوع السادس يصل نبض قلب الجنين إلى حوالي 115 نبضة بالدقيقة الواحدة. وفي خلال الأسبوع السابع يتطور الجهاز التنفسي بشكل كبير حيث تتكون الشعب الهوائية والقصبات, وكذلك يبدأ الجهاز الهضمي في التطور.
- الشهر الثالث:
في نهاية الأسبوع الثامن يكون حجم الجنين ما يوازي حبة الفاصولياء. تتكون الأعضاء والأنظمة الرئيسية خلال هذه المرحلة. يتطور الجهاز العصبي وتتطور الأعضاء الهضمية والتنفسية والقلب والأوعية الدموية والجهاز البولي حيث تبدأ الكليتان بإنتاج البول والكبد بإنتاج المادة الصفراء والبنكرياس بإنتاج الأنسولين. ينمو الجنين بشكل ملحوظ في هذه المرحلة ويصبح أكثر تميزًا في الشكل والهيكل.
يكتمل نمو الأطراف بالكامل اليدين والقدمين بالأصابع حتى الأظافر والبصمات والأعصاب حتى يصبح قادر على قبض وبسط كفيه.
يصبح حجم الجنين مثل الليمونة ويصل نبضات قلبه إلى حوالي 170 نبضة في الدقيقة الواحدة.
الشهر الرابع: -
من خلال جهاز الدوبلر يمكنك الآن سماع نبضات قلب الجنين بوضوح ويمكن للأم البدء في الشعور بحركة الجنين حيث يمكنه في هذه المرحلة الركل والتمدد وحركة يديه وساقيه, وتكمن أهمية الشهر الرابع أنه أصبح من الممكن معرفة جنس الجنين إن كان ذكر أو الأنثى من خلال جهاز الموجات فوق الصوتية حيث أن الجهاز التناسلي قد تطور بشكل كامل.
يتشكل شعر الرأس والرموش والحواجب وتزداد كثافة العظام والأسنان وتطور مهاراته إلى مص الأصابع والتثاؤب والتمدد وتغيير تعابير وجهه ويصبح وزنه حوالي 100 جرام تقريبًا في حجم الأفوكادو.
في هذه المرحلة يتكون الطلاء الجبني وهي طبقة دهنية تغطي جلد الجنين حيث أنها تحمي جلده من السائل الأمينوسي وتساعد في خروجه من خلال مجرى الولادة.
- الشهر الخامس:
يمكن للأم الآن الشعور بحركات واضحة للجنين حيث تنضج عضلاته بشكل واضح, ويبدأ شعر ناعم يسمى بالزغب في تغطية جسده والذي غالبًا ما يسقط بعد الولادة. كذلك تطور حاسة السمع عنده ويبدأ في تمييز الأصوات, يصل وزنه في نهاية الشهر الخامس إلى حوالي 500 جرام تقريبًا.
- الشهر السادس:
الجنين في هذه الفترة يستطيع فتح وغلق جفونه وتتكون الأوردة الدموية الظاهرة من خلال جلده المجعد الرقيق ويصل وزنه تقريبًا إلى 800 جم. يصبح سمع الجنين متطورًا بشكل ملحوظ حيث أنه يبدي ردة فعل على الأصوات من خلال حركة أطرافه أو زيادة ضربات قلبه, ويمكن للأم بشعور حازوقة الجنين من خلال حركات أهتزازية قصيرة.
- الشهر السابع:
تزداد حركة الجنين في هذا الشهر ويستطيع تغيير موضعه باستمرار يقل السائل الأمينوسي وتقل المساحة المتاحة له نظرًا لزيادة حجمه ووزنه وتخزينه للدهون لكن هذا لا يعرقل تطور حركته, ويمكنه في هذا الشهر ابتلاع السائل الأمنيوسي واخراجه مما يساعده على تطوير الرئتين والقدرة على التنفس بعد الولادة وتتطور حواسه لديه خاصةً حاسة التذوق حيث أن يمكنه أن يتأثر بطعم ما تأكله الأم . تتطور كذلك حاسة السمع والبصر فيمكنه التأثر بالمؤثرات الصوتية والضوء ويمكنه تغيير وضعيته استعدادًا للولادة بحيث تصبح رأسه إلى الأسفل.
- الشهر الثامن:
يتسارع معدل نمو الجنين وزيادة دهون جسمه ونمو دماغه وحجم رأسه حيث تطور حواسه أكثر خاصةُ السمع والبصر فيمكنه تمييز الأصوات خاصة صوت أمه وتطور حركته بحيث تصبح ركلاته أقوى وقد تكون مؤلمة للأم, ويصبح وزنه حوالي 2 كيلو وحجمه مثل ثمرة الأناناس تقريبًا.
تصبح أعضائه الداخليه في الغالب مكتملة النمو ومستعد للولادة عدا الرئتين التي قد تتأخر في الأكتمال.
- الشهر التاسع:
أصبحت الرئة شبه مكتلمة الآن وكذلك بقية أجهزته تعمل بشكل جيد مثل الكليتين والكبد والقلب والدماغ. تصبح حركة الجنين أقل من المعتاد حيث أن اصبح المكان ضيق عليه. يمكنه أن يرمش ويغلق عينيه ويبسط ويقبض يديه ويغير من وضعيته داخل الرحم بحيث تصبح رأسه للأسفل . ويصبح الجنين مستعد للخروج في أي وقت.
تلك هي مراحل تكون الجنين بشكل عام. يجب أن نلاحظ أن هذه المراحل قابلة للتغيير والتباين بين الأفراد وتتأثر بعوامل عديدة مثل الوراثة والصحة العامة للأم والعوامل البيئية. يعد تكون الجنين عملية معقدة ومدهشة وتظهر فيها عظمة البناء البشري والتكامل الدقيق بين الأنظمة المختلفة في جسم الجنين.
كيف تصمم غرفة نوم عصرية مثالية
خدع بسيطة لتكبير مساحة الحمام